شهد اللاعب المغربي حكيم زياش، نجم نادي غلطة سراي التركي، انخفاضًا حادًا في قيمته السوقية، حيث وصلت إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق، بحسب آخر تحديث من منصة Transfermarkt. الرقم الجديد، البالغ 5 ملايين يورو، يعكس التحديات التي واجهها زياش خلال المواسم الأخيرة، سواء من حيث الأداء أو الإصابات المتكررة.
أدنى قيمة سوقية منذ البداية الاحترافية
يمثل الرقم الحالي نقطة تحول كبيرة في مسيرة زياش، حيث لم تصل قيمته السوقية إلى هذا المستوى المنخفض منذ انطلاق مسيرته الاحترافية مع أياكس أمستردام في عام 2016. في ذلك الوقت، كان زياش يُعتبر أحد أبرز المواهب الصاعدة في أوروبا، ما أهّله للانتقال إلى صفوف تشيلسي الإنجليزي في صفقة كبيرة.
التراجع في قيمته لا يعكس فقط أداءه الفني، بل يعكس أيضًا تأثير الإصابات المتكررة التي أبعدته عن الملاعب لفترات طويلة وأثرت بشكل واضح على استمراريته كلاعب أساسي في تشكيلات الفرق التي لعب لها.
هبوط متسارع خلال السنوات الأخيرة
عندما انتقل زياش من تشيلسي إلى غلطة سراي، كان يُنظر إلى الصفقة كفرصة جديدة لإحياء مسيرته، ولكن الأمور لم تسر كما كان متوقعًا. في عام 2022، كانت قيمته السوقية تُقدر بـ32 مليون يورو، لكنها انخفضت بشكل سريع إلى 18 مليونًا بحلول عام 2023. ومع استمرار تراجع الأداء وتفاقم مشاكله البدنية، وصلت القيمة إلى 5 ملايين يورو فقط، وهو أدنى مستوى له حتى الآن.
هذا التراجع الكبير في فترة زمنية قصيرة يسلط الضوء على مدى تأثير الظروف البدنية والمهنية على مسيرة لاعب كرة القدم، حتى لو كان من أصحاب الموهبة الكبيرة مثل زياش.
أرقام وإحصائيات غير مُرضية
منذ انضمامه إلى غلطة سراي، شارك حكيم زياش في 34 مباراة فقط. ورغم تسجيله 8 أهداف وصناعته لـ4 تمريرات حاسمة، إلا أن هذه الأرقام لا تعكس إمكانياته الحقيقية التي عرفها الجمهور خلال فترته مع أياكس، حيث كان أحد أفضل صناع اللعب في أوروبا.
الإصابات المتكررة كانت السبب الرئيسي وراء غياب زياش عن العديد من المباريات، مما أدى إلى تراجع مستواه الفني وابتعاده عن الأضواء. كما أن غياب الاستمرارية أثّر على أدائه داخل الملعب، وهو ما انعكس على أرقامه.
من نجم لامع إلى واقع صعب
خلال ذروة تألقه، كان حكيم زياش يُعتبر أحد أفضل صانعي الألعاب في القارة الأوروبية. تألقه مع أياكس في دوري أبطال أوروبا وخاصة خلال موسم 2018-2019 جعله هدفًا للعديد من الأندية الكبرى. انتقاله إلى تشيلسي كان يُنظر إليه كخطوة نحو القمة، ولكن التحديات التي واجهها في الدوري الإنجليزي، بدءًا من قلة الفرص ووصولًا إلى الإصابات، أسهمت في تغيير مسار مسيرته.
التحدي القادم: إعادة البناء
رغم الظروف الصعبة التي يمر بها زياش، إلا أن الفرصة ما زالت قائمة أمامه لإعادة بناء مسيرته. اللاعب يمتلك الموهبة والخبرة اللازمة للعودة إلى مستواه السابق، لكن ذلك يتطلب عملًا شاقًا على المستويين البدني والنفسي.
غلطة سراي قد يكون المكان الذي يُعيد فيه زياش اكتشاف نفسه، خاصة إذا تمكن من التغلب على مشاكله البدنية وإثبات جدارته على أرض الملعب. استعادة بريقه تتطلب استمرارية في الأداء وتحقيق أرقام لافتة تعكس موهبته الحقيقية.
هل يعود زياش إلى القمة؟
تراجع القيمة السوقية للنجم المغربي حكيم زياش لا يعني نهاية رحلته في كرة القدم. العديد من اللاعبين الكبار واجهوا تحديات مشابهة وعادوا للتألق من جديد. بالنسبة لزياش، فإن الخطوة القادمة ستكون حاسمة في تحديد مسار مستقبله. هل سيتمكن من قلب الطاولة واستعادة مكانته كواحد من أفضل اللاعبين العرب في أوروبا؟ الإجابة ستتضح في قادم المواسم.
وليد الركراكي يجتمع بحكيم زياش.