وجد الدولي المغربي حكيم زياش نفسه في موقف معقد مع إدارة نادي غلطة سراي التركي، التي وضعت أمامه شروطاً صعبة قبل الموافقة على فسخ عقده بشكل رسمي.
تأتي هذه التطورات في وقت يترقب فيه النجم المغربي تغيير الأجواء صوب نادٍ جديد، وسط اهتمام عدد من الأندية، أبرزها الفتح السعودي.
اتفاق مبدئي مع الفتح السعودي يصطدم بعقبات مالية
ذكرت صحيفة “oxu” التركية أن زياش توصل إلى اتفاق مبدئي مع إدارة نادي الفتح السعودي للانضمام إلى صفوف الفريق خلال فترة الانتقالات الشتوية الحالية. لكن الصفقة تواجه عراقيل من جانب غلطة سراي، الذي اشترط تنازلات مالية من اللاعب مقابل فسخ عقده.
ووفقًا للتقارير، اجتمع مسؤولو غلطة سراي مع ممثلي زياش لمناقشة إنهاء العقد بشكل ودي. وطالب النادي التركي اللاعب بالتنازل عن جزء من مستحقاته المالية المتبقية، وهو ما قوبل بالرفض من قبل نجم تشيلسي السابق.
مسيرة محدودة مع غلطة سراي
انضم زياش إلى غلطة سراي خلال فترة الانتقالات الصيفية لعام 2023 قادمًا من نادي تشيلسي الإنجليزي على سبيل الإعارة. لاحقاً، قرر النادي التركي شراء عقده بشكل نهائي، ما جعله مرتبطًا بالفريق حتى 30 يونيو 2025.
لكن فترة زياش مع غلطة سراي لم تكن على قدر التوقعات، حيث شارك في خمس مباريات فقط في الدوري التركي هذا الموسم. ورغم تقديمه تمريرة حاسمة واحدة، إلا أن تأثيره على الفريق كان محدودًا، ما جعله خارج حسابات المدرب أوكان بوروك في الفترة الأخيرة.
وأعلن بوروك في وقت سابق أن زياش أعرب عن رغبته في الرحيل عن النادي بسبب عدم الاعتماد عليه بشكل منتظم.
غياب دولي وأثر على المنتخب
لم يقتصر وضع زياش المعقد على مستوى الأندية فقط، بل امتد ليشمل المنتخب الوطني المغربي. حيث غاب اللاعب عن مباريات “أسود الأطلس” الأخيرة، بقرار من المدرب الوطني وليد الركراكي. هذا الغياب أثار العديد من التساؤلات حول مستقبل زياش الدولي، خاصةً في ظل الحاجة الملحة لاستعادة مستواه الفني والبدني.
رغبة في بداية جديدة
في ظل الظروف الحالية، يبدو أن زياش يسعى للبحث عن بداية جديدة تعيد له بريقه السابق. نادي الفتح السعودي يظهر كوجهة محتملة تمنحه فرصة لاستعادة مستواه في دوري تنافسي يتطور بشكل ملحوظ.
الفتح ليس الفريق الوحيد الذي أبدى اهتمامه بخدمات زياش، لكن التفاصيل المالية المتعلقة بفسخ العقد مع غلطة سراي تظل العائق الأكبر أمام انتقاله.
التحديات المالية وتأثيرها على الصفقة
إدارة غلطة سراي تسعى لتخفيف الأعباء المالية عبر الحصول على تنازلات من زياش، وهو موقف يضع اللاعب في موقف صعب. ومع تمسك زياش بكامل مستحقاته، قد تتعقد المفاوضات أكثر، مما يهدد بعرقلة انتقاله إلى أي نادٍ آخر خلال “المركاتو” الشتوي.
ماذا بعد؟
حسم مستقبل حكيم زياش يعتمد بشكل كبير على ما ستؤول إليه المفاوضات بينه وبين إدارة غلطة سراي. اللاعب الذي يبلغ من العمر 31 عامًا لا يزال يمتلك القدرة على تقديم الإضافة، لكنه بحاجة إلى بيئة تمنحه الفرصة والمساحة للتألق.
إذا نجحت صفقة انتقاله إلى الفتح السعودي، قد تكون هذه الخطوة بمثابة انطلاقة جديدة في مسيرته، خاصة في ظل التطور الكبير الذي يشهده الدوري السعودي على مستوى التنافسية والبنية التحتية.
في المقابل، استمرار تعقيد الموقف مع غلطة سراي قد يؤثر سلباً على مسيرة زياش ويجعل الأشهر المقبلة أكثر تحدياً بالنسبة له.
الدروس المستفادة من التجربة
تجربة زياش مع غلطة سراي تكشف أهمية اختيار البيئة المناسبة للاعبين الذين يسعون لإعادة بناء مسيرتهم. النجم المغربي يمتلك موهبة لا غبار عليها، لكنه بحاجة إلى إدارة حكيمة لخطواته المقبلة لضمان استعادة تألقه سواء على مستوى الأندية أو المنتخب.
في انتظار الأيام المقبلة، تظل آمال الجماهير المغربية معقودة على رؤية زياش يعود بقوة ليكون أحد العناصر المؤثرة سواء في الملاعب الأوروبية أو العربية، ولعل تجربة جديدة تكون مفتاحاً لتحقيق ذلك.
حكيم زياش يقترب من محطة جديدة: اتفاق أولي مع الفتح السعودي.