في خطوة غير متوقعة، قرر النجم المغربي حكيم زياش الانتقال إلى نادي الدحيل القطري، متجاوزًا عروضًا أوروبية كانت على الطاولة.
هذا القرار أثار الكثير من الجدل بين متابعيه، خاصة أنه كان دائمًا حاضرًا في الملاعب الأوروبية رفقة أندية كبرى مثل أياكس أمستردام، تشيلسي، وغلطة سراي. لكن الانتقال إلى الدوري القطري لم يكن وليد الصدفة، بل جاء نتيجة لعدة عوامل متداخلة جعلت من الدحيل الخيار الأمثل له في هذه المرحلة من مسيرته.
تجربة استثنائية في قطر خلال كأس العالم 2022
كان مونديال 2022 محطة فارقة في مسيرة حكيم زياش، حيث قاد منتخب بلاده لتحقيق إنجاز تاريخي بوصول المغرب إلى نصف نهائي كأس العالم. خلال هذه الفترة، عاش اللاعب تجربة لا تُنسى في قطر، حيث انبهر بالتنظيم الرائع، المرافق الحديثة، والأجواء الاستثنائية التي أحاطت بالبطولة.
إعجابه الكبير بقطر لم يقتصر على الملاعب فقط، بل امتد إلى نمط الحياة هناك، مما جعله يفكر جديًا في الاستقرار في هذه الدولة الخليجية. ربما لم يكن القرار واضحًا حينها، لكنه أصبح خيارًا منطقيًا بمجرد أن تلقى عرضًا مناسبًا من أحد أنديتها الكبرى.
العامل المالي: عرض مغرٍ لا يمكن تجاهله
من المعروف أن الانتقال إلى الدوريات الخليجية غالبًا ما يكون مرتبطًا بعروض مالية ضخمة، وكان عرض الدحيل من بين الأفضل في مسيرة حكيم زياش. رغم أن بعض الأندية الأوروبية أبدت اهتمامها بخدماته، إلا أن الفرق بين العروض من حيث القيمة المالية كان كبيرًا.
لم يكشف الدحيل عن تفاصيل العقد، لكن من المؤكد أن الراتب المعروض يفوق ما كان يمكن أن يحصل عليه في أوروبا، خاصة في ظل تقدمه في العمر واقتراب مسيرته الكروية من مراحلها الأخيرة. لذا، كان من الطبيعي أن يختار زياش الانتقال إلى بيئة توفر له الاستقرار المالي، إلى جانب إمكانية المنافسة على الألقاب.
نصيحة الركراكي: دور حاسم في القرار
وليد الركراكي، مدرب المنتخب المغربي، لم يكن بعيدًا عن قرار زياش. وبحكم معرفته السابقة بالدحيل عندما كان مدربًا له، فقد كان من أكثر الداعمين لانتقال اللاعب إلى الدوري القطري.
الركراكي يعرف تمامًا الأجواء في الدحيل، ويدرك أنه نادٍ يمتلك طموحات كبيرة، كما أنه ينافس باستمرار على الألقاب المحلية والقارية. لهذا السبب، نصح زياش باتخاذ هذه الخطوة، مؤكدًا له أن اللعب في قطر لن يكون خطوة إلى الوراء، بل قد يساعده على استعادة بريقه والاستعداد بشكل أفضل للاستحقاقات الدولية المقبلة.
رغبة حكيم زياش في استعادة مستواه والعودة للمنتخب
رغم أن زياش كان عنصرًا أساسيًا في تشكيلة المنتخب المغربي خلال السنوات الماضية، إلا أن غيابه عن المباريات الأخيرة بسبب قلة التنافسية أثار تساؤلات حول مستقبله مع “أسود الأطلس”.
لكن اللاعب يدرك أن الأداء الجيد مع الدحيل قد يفتح أمامه أبواب العودة إلى المنتخب الوطني، خصوصًا مع اقتراب بطولة كأس أمم أفريقيا 2025 التي ستُقام في المغرب. لذلك، سيكون تحديه الأساسي هو التألق في الدوري القطري، وإثبات أنه لا يزال قادرًا على العطاء في أعلى المستويات.
الدحيل: بيئة مثالية للاعب يبحث عن النجاح
لم يكن اختيار حكيم زياش لنادي الدحيل عبثيًا، فالفريق يُعد من أقوى الأندية في قطر، ويمتلك سجلًا حافلًا بالإنجازات المحلية والقارية. يتميز النادي باستقراره الإداري والفني، بالإضافة إلى امتلاكه مجموعة من اللاعبين المميزين الذين يمكن أن يساعدوا زياش في تقديم أفضل ما لديه.
كما أن الدوري القطري أصبح وجهة مفضلة للعديد من النجوم العالميين، نظرًا لجودته المتزايدة والبنية التحتية المتطورة التي تُوفر بيئة مثالية للاعبين الطموحين. وهذا ما يجعل زياش قادرًا على التألق واستعادة مستواه بسرعة، دون مواجهة الضغوط التي كان يعاني منها في أوروبا.
هل يكون قرار زياش نقطة تحول في مسيرته؟
لا شك أن انتقال زياش إلى الدحيل يمثل منعطفًا مهمًا في مسيرته، حيث يفتح له الباب لإعادة اكتشاف نفسه في بيئة جديدة، بعيدًا عن الضغوط الأوروبية. ومع الدعم الكبير الذي سيحصل عليه في قطر، قد يتمكن من استعادة مستواه المعهود والعودة بقوة إلى الساحة الدولية.
الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة في تحديد ما إذا كان قراره صائبًا أم لا، لكن الأكيد أن زياش لم يتخذ هذه الخطوة إلا بعد دراسة عميقة لكل الخيارات المتاحة. الآن، يبقى التحدي الأكبر هو إثبات أنه لا يزال أحد أفضل اللاعبين المغاربة في السنوات الأخيرة، سواء في الدوري القطري أو على المستوى الدولي مع “أسود الأطلس”.
حكيم زياش: أنا سعيد بوجودي في قطر و أشعر بالارتياح هنا.