يجد ياسين بونو، الحارس المغربي لنادي الهلال السعودي، نفسه في قلب عاصفة من الانتقادات التي تشنها بعض الأطراف الكروية في المملكة العربية السعودية، رغم أنه لا يزال يحظى بثقة كبيرة من داخل أسوار ناديه.
هذه الحملة المفاجئة ضد الحارس المتميز تثير تساؤلات حول أسباب تحميله مسؤولية تراجع نتائج الهلال، في وقت يرى فيه كثيرون أن المشكلة أعمق من مجرد أداء فردي.
الهريفي ينتقد بونو ويحمله مسؤولية التعثر أمام الرياض
أحد الأسماء التي قادت موجة الانتقادات ضد ياسين بونو هو فهد الهريفي، لاعب النصر السابق، الذي عبر عن رأيه خلال برنامج “واجه الهريفي” على إذاعة “العربية FM”، مشيرًا إلى أن بونو كان أحد الأسباب الرئيسية في تعادل الهلال مع الرياض (1-1) في الجولة 20 من دوري روشن.
يرى الهريفي أن مستوى بعض نجوم الهلال شهد تراجعًا ملحوظًا، مما أثر بشكل مباشر على أداء الفريق ككل، وكان من بينهم الحارس المغربي، الذي لم يظهر بنفس القوة التي كان عليها في الموسم الماضي.
هذه التصريحات أثارت جدلًا واسعًا بين جماهير الهلال، حيث يرى الكثيرون أن تحميل بونو المسؤولية وحده فيه إجحاف كبير، خصوصًا أن الأداء الجماعي للفريق يعاني من بعض التذبذب.
العقيل يؤكد أن الهلال يفتقد بونو المتألق
بدوره، أبدى أحمد العقيل، الرئيس الأسبق لنادي الشباب، رأيًا مشابهًا خلال مداخلته في برنامج “كورة” على قناة “روتانا خليجية”، حيث أشار إلى أن تراجع مستوى ياسين بونو كان له أثر واضح في انخفاض نتائج الهلال خلال الموسم الجاري.
وأكد العقيل أن الهلال في الموسم الماضي لعب 34 مباراة ولم يخسر سوى 6 نقاط، بينما هذا الموسم فقد 7 نقاط في 4 مباريات، وهو ما يدل على وجود مشكلة حقيقية داخل الفريق، على حد قوله.
وأضاف العقيل:
“في الموسم الماضي، كان بونو حاسمًا في العديد من المواجهات، حيث تصدى لانفرادات خطيرة وقام بإنقاذ كرات مستحيلة، مما كان يغير مجرى المباريات لصالح الهلال. أما هذا الموسم، فالأداء ليس بنفس القوة، وهناك بعض التراجع الملحوظ.”
هل بونو هو السبب الوحيد في أزمة الهلال؟
رغم انتقادات الهريفي والعقيل، يرى كثير من المراقبين أن المشكلة أكبر من مجرد تراجع مستوى بونو، إذ يعاني الهلال من تراجع أداء بعض نجومه، وعلى رأسهم سالم الدوسري ومالكوم، الذين لم يقدموا نفس العطاء الذي كانوا عليه في الموسم الماضي.
بل إن بعض المحللين يعتبرون أن الحارس المغربي لا يزال من بين الأفضل في الدوري السعودي، لكنه يواجه ظروفًا صعبة على المستوى الدفاعي، حيث لم يعد الخط الخلفي للهلال بالصلابة التي كان عليها، وهو ما يضع مزيدًا من الضغط على حارس المرمى.
دفاع الهلال في موقف محرج
من العوامل التي لم يتم تسليط الضوء عليها بشكل كافٍ في الانتقادات الموجهة لبونو، هو الأداء الدفاعي المتراجع للهلال هذا الموسم. فالفريق الذي كان يمتاز بصلابة دفاعية كبيرة، أصبح يعاني من ثغرات واضحة، مما يجعل الحارس في وضعيات صعبة في الكثير من المباريات.
ففي العديد من المباريات الأخيرة، كان الدفاع يسمح بفرص سهلة للمنافسين، وهو ما يصعب مهمة أي حارس مهما بلغت جودته. لكن، بدلاً من التركيز على هذه النقطة، اختارت بعض الأطراف تحميل المسؤولية كاملة لياسين بونو، متجاهلة العوامل الأخرى التي تؤثر على أداء الفريق.
بونو بين الدعم والانتقاد.. ماذا بعد؟
رغم الهجوم الإعلامي الذي يتعرض له الحارس المغربي، إلا أنه لا يزال يحظى بدعم كبير من داخل الهلال، حيث يثق الجهاز الفني بقيادة خورخي جيسوس في قدراته، ويعتبره أحد الركائز الأساسية في الفريق.
حتى الجماهير الهلالية تبدو منقسمة حول هذا الموضوع، فبينما يرى البعض أن بونو لم يعد بنفس القوة، يعتقد آخرون أن تحميله المسؤولية أمر غير عادل، لأن الفريق ككل يعاني من بعض التراجع في المستوى.
هل يعود بونو بقوة؟
ياسين بونو ليس مجرد حارس مرمى عادي، فهو أحد أفضل الحراس في العالم، وسبق له أن قاد منتخب المغرب لإنجاز تاريخي في كأس العالم 2022، كما ساهم بشكل مباشر في فوز إشبيلية الإسباني بلقب الدوري الأوروبي. هذه الإنجازات تؤكد أن الحارس المغربي يملك الخبرة والشخصية اللازمة للعودة إلى مستواه المعهود، وتجاوز هذه الانتقادات.
وفي النهاية، يبقى السؤال الأهم: هل سيتمكن الهلال من استعادة توازنه في الجولات القادمة؟ وهل سيكون بونو قادرًا على الرد على منتقديه من خلال تقديم أداء كبير؟ الأيام المقبلة ستكشف الكثير عن مستقبل الحارس المغربي في الدوري السعودي.
ياسين بونو يعبر عن استيائه من غياب اللاعبين المغاربة عن جوائز الكاف 2024.